الفرص والتحديات في الاستثمار في الأسواق المالية

يعتمد الكثير من المستثمرين إلى استثمار أموالهم في مجالات تعد آمنة وقليلة المخاطر بالنسبة للمحفظة الاستثمارية الخاصة بهم، مثل استثمارات السندات والصناديق المالية، ويبتعدون عن الاستثمار في الأسهم بسبب كونه استثمار متقلب تبعاً لطبيعة الأسواق المالية المتغيرة باستمرار.لكن هذا الخوف من الاستثمار في الأسهم يضيع على هؤلاء المستثمرين الكثير من الفرص والأرباح التي يمكن ان يوفرها الدخول في الأسواق المالية، مثلاً أظهر أحد الإحصاءات أن 12% فقط من الأسهم في الشركات العاملة في بريطانيا يملكها أفراد وهي نسبة قليلة جداً.

الأسهم كنوع من الاستثمار

الأسهم بحد ذاتها كاستثمار مبدأها بسيط، وامتلاك الأسهم في شركة معينة يمنح مالكي تلك الأسهم ميزات للتصويت والمشاركة في اتخاذ القرارات في تلك الشركات، وكثيراً ما يعمد المستثمرون المبتدئون للبحث عن الشركات الكبرى والأكثر أرباحاً في الأسواق المالية لشراء الأسهم فيها، وهذا ليس بالخيار السيء أبداً لكن ذلك لا يعني أن الشركات الأخرى لا تحوي فرصاً أخرى ومختلفة للربح.أيضاً يلجأ بعض المستثمرين إلى اختيار الشركات التي يؤيدون مبادئها ونشاطاتها في مجال المسؤولية الاجتماعية مثلاً لبدء الاستثمار فيها، حيث يحققون الربح من الأسهم وبنفس الوقت يعتبرون الاستثمار الخاص بهم شكلاً من أشكال دعم أعمال الشركة.

ماهي الميزات والفرص التي يمنحها الاستثمار في الأسهم؟

الأوضاع الاقتصادية لها تأثير كبير على الاستثمار بمختلف أشكاله وفي حالات معدلات الفائدة المنخفضة وارتفاع معدلات التضخم الاقتصادي فإن الاستثمارات النقدية ليست الخيار الأفضل لمن يريد تحقيق الأرباح.في الوقت الحالي في بريطانيا وبقياس معدلات الفائدة والتضخم فإن وضع مبلغ 15 ألف جنيه إسترليني في حساب توفير لمدة 20 عام مثلًا، فإن قيمته الفعلية ستصبح 9400 جنيه إسترليني مع نهاية الأعوام تلك!أما في مجال الأسهم فإن الوضع مختلف تماماً فمؤسسة Fidelty أصدرت تقريراً يقول إن وضع نفس المبلغ في عام 1987 في حسابات التوفير ستكون قيمة المبلغ 19800 جنيه إسترليني، لكنه ربح قليل بالربح الناتج عن وضع نفس الاستثمار وهو 15 ألف جنيه إسترليني في صندوق مؤشرات الأسهم FTSE الذي سيصل إلى مبلغ 53900 جنيه إسترليني.من جانب آخر يمكن أن تولد الأسهم الأرباح عبر الاستثمار في الأسهم الخاصة بالشركات التي تمنح توزيعات الأرباح بنسب عالية ومتكررة، ويوجد العديد من هذه الشركات في الأسواق المالية، حيث يستهدفها المستثمرون الذين يرغبون بالحصول على دخل ثابت وليس فقط الأرباح ذات الأمد القصير أو الطويل.التكنولوجيا بدورها سهلت عملية الاستثمار في الأسهم حيث أصبح بمتناول الجميع الاستثمار في الأسواق المالية عبر منصات إنترنت مخصصة لذلك، كما يمكن اكتساب الخبرة والمعرفة في الاستثمار عبر تلك الخدمات العديدة مثل المستشار الآلي Robo-Advisor وتطبيقات الهواتف الذكية الخاصة بالاستثمار في الأسهم.

لا عائد بدون نسبة مخاطرة

مقابل الفرص التي يقدمها الاستثمار في الأسهم فإن هناك العديد من المخاطر التي يجب التعامل معها بشكل صحيح عند الاستثمار في الأسواق المالية، وأولها التقلب الواضح الذي تتسم به تداولات الأسهم.الأسعار في الأسواق المالية الخاصة بالأسهم تعتمد على الكثير من العوامل وتتأثر بالكثير منها أيضاً، ومن هنا يمكن أن تهبط أسعار الأسهم بشكل كبير في وقت قصير جداً كما يمكن أن ترتفع بشكل كبير أيضاً، وهو ما يجبر المستثمر دائماً على وضع هدف الاستثمار نصب عينه ليعرف كيف يتعامل مع تقلبات الأسهم الدائمة.أيضاً الأحداث الكبيرة في العالم أو دول معينة يمكنها أن تؤثر بشكل كبير على الأسواق المالية، مثلاً فوز دونالد ترامب غير المتوقع بالانتخابات الأمريكية كان له تأثير كبير على الأسواق المالية، وهنا يجب أن يكون المستثمر دائماً مستعداً للتعامل مع أحداث لم تكن في الحسبان، أو كما يقال "توقع غير المتوقع".من المهم أن نشير أنه كثيراً ما يواجه المستثمر في الأسواق المالية ما يسمى باتجاه السوق Market Trend وهي التوجهات العامة ضمن الأسواق المالية والتي تؤثر في صعود أو هبوط أسعار الأسهم، وكثيراً ما يقع المستثمر ضحية تلك الاتجاهات حيث يتبعها سواء في البيع أو الشراء ليجد نفسه خاسراً بسببها، والخطأ يكمن في أنه ليس بالضرورة أن يكون اتجاه السوق مناسباً لظروف أو هدف الاستثمار الخاص به خصوصاً إذا كانت أهدافه طويلة الأمد.